في الـتاسع والعشرين من شهر أغسطس استيقظنا على خبر وفاة الكاتب والمحاضر العالمي واين دايرالذي تو وهو نائم في منزله بعمر الخامس والسبعين، هذا المحاضر الذي ساعد الملايين من الناس لنقل حياتهم من الظلام الى النور. لم تكن يوماً محاضراته أو كتبه مختصة لفئة معينة من البشر، فقد نشر علمه للمسلمين والمسيحيين ، أهل الكتاب و الملحدين، السمر والبيض، العرب والأجانب ، الكبار والصغار، لم تكن يوماً رسالته لفئة محددة لم يكن يوماً يقيم الناس حسب مذاهبهم وانتمائتهم عكس ما نفعله في مجتمعاتنا العربية، بل كان يؤمن أن الأديان والأنبياء والرسل أتو لنشر الحب والسلام بين الشعوب، حتى أنه كان يحب الاسلام والمسلمين وحصل على سجادة صلاة من الشيخ الأخضر (عبدالعزيز النعيمي).
ففي الوقت الذي توفى فيه وتأثر الواعيين في العالم في خبر وفاته وفرح البعض لأنه كان دائماً يقول (أنا مستعد للموت ) وكان يحضر نفسه لتقديم محاضراته العالمية في شهر سبمبر، كان العرب يتناجرون ويحتلفون ان كان يجب أن نترحم عليه أم لا، وان كان يجب أن نصدق علمه ونقرأ كتبه أم لا، ويتمنون لو أنه ألن اسلامه قبل أن يتوفى. وبعدها نسأل: لماذا يتفوق علينا الغرب؟!
ان كنت لا تعلم من هو واين داير سأقول لك نبذة مختصرة عن حياته. قضى واين داير سنوات عمره الأولى ومراهقته في ملجأ للأيتام. حصل على شهادة جامعية وعمل في تدريس علم النفس والاستشارات النفسية في دامعة القديس جون في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ يكتب عن التفكير الإيجابي في المجلات والكتب حتى جذب طلابه له وأصبح محاضر عالمي ينتظره الكثيرين لحضور محاضراته.
أشتهرت كتبه كثيراً وبيعت منها ملايين النسخ وترجمت لعدة لغات ومنها ( قوة العزيمة – سوف تراه عندما تؤمن به – أوقف الأعذار)
لا أعلم كم عدد الأشخاص الذين تأثروا بواين داير وتغيرت حياتهم، لكني أعلم أنه عدد لا يستهان به، فقد ترك في قلوب محبينه الحب الكبير ورسالات مهمة يتبعونها وعلوم جميلة ينشرونها ليفيدوا الآخرين. هكذا يرحل الكبار ،، شكراً لك واين داير لأنك غيرت مفاهيم كثيرة فينا، شكراً لأنك أثبت أن الحب للجميع والانتماء للانسانية بلا عرق ولا مذهب ولا دين وأننا جميعاً وجدنا في هذه الأرض لاعمارها.