
مع بداية العام يقوم الكثير من الناجحين بوضع أهداف جديدة وخطة لحياتهم، وهو أمر صحي وصحيح كأن يقوم الشخص بتحديد أهدافه لجوانب حياته ويسعى خلال العام لتحقيقها، فهناك دراسات تؤكد أن وضع الخطة وكتابة الأهداف تتحقق، ولكن ماذا عن الأهداف الغير محققة؟ التي نقوم سنوياً بكتابتها ولا تتحقق ؟
أغلب الأشخاص الذين أدمنو دورات التطوير والتنمية وكتبها يشعرون بالإحباط في حال عدم تحقيقها، ويشككون في أفكارهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم ومشاعرهم، ويعتقدون أنهم السبب لذلك ويلجؤون لمدربين ومختصين لعلاجهم من اعتقادهم بأنهم فشلو في تحقيق ذلك الهدف!
في الواقع، أصبح كثير من مؤثري التطوير الذاتي تجاريين ودائم ما يتحدثون عن نقاط ضعف الشخص وأنه بالتأكيد لم يقوم بالتمارين الصحيحة لتحقيق الهدف وفي الغالب أفكاره ومعتقداته، متناسين اختلاف وعي الشخص من بداية وضع الأهداف لوقت تحقيقها.
نعم، في الواقع حين يقوم شخص بكتابة أهدافه والعمل ضمن خطة لتطوير ذاته، هو فعلياً تغيرت درجة وعيه وعلمه، فعلى حسب سعيه وتطوره تتغير درجات وعيه وثقافته، فقد يكون الهدف الذي وضعه في بداية السنة كان يتناسب مع وعيه في ذلك الوقت، لكن بعد تطوره ووعيه ولا ننسى ما قد يمر به من مواقف تغير من وعيه وشخصيته وسلوكياته فأصبح بنسخه مختلفة.
الحل الأمثل لهذا النوع من الأهداف، هو مراجعتها كل ٣ شهور، فبامكان الشخص تغيير الهدف، تطويره، أو حتى إلغائه ولا ضر في ذلك، ففي النهاية أنت الساعي لأهدافك والتحكم بيدك.
من المهم التعامل بمرونة مع الأهداف والخطة فليس جميع الأشخاص بامكانهم تقبل العمل على تحقيق الأهداف تحت الضغط، فالبعض يشعره بتوتر ويؤثر ذلك على هرمون الكورتيزول وسندخل حينها في دوامة أمراض نحن في غنى عنها.
لذلك، تعامل مع أهدافك على حسب نسختك الحالية، اسعى لتغيير ذاتك وتطويرها من الداخل وليس تحقيق أهداف خارجية فقط، وتذكر أن الاستمتاع في الرحلة أهم من الوصول بلا متعة.








