
يعد كتاب “القيادة بالسعادة” (Leading with Happiness) للكاتب ألكسندر كيرولف من الكتب التي تعيد صياغة مفهوم القيادة بشكل جذري، حيث يركز على فكرة محورية وهي أن السعادة ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي أساس للنجاح والتميز في بيئة العمل.
يتناول الكتاب كيف يمكن للقيادة القائمة على تعزيز السعادة أن تؤثر إيجابيًا على الأفراد والمؤسسات. يرى كيرولف أن القيادة التقليدية التي تركز فقط على الإنتاجية والنتائج غالبًا ما تتجاهل أهمية الحالة العاطفية للموظفين، مما يؤدي إلى انخفاض الحماس والإبداع على المدى الطويل. في المقابل، يُظهر الكتاب كيف أن الاستثمار في رفاهية الموظفين وسعادتهم يعزز من إنتاجيتهم، ولائهم، وقدرتهم على حل المشكلات.
أهم النقاط التي يناقشها الكتاب:
1. دور القائد في تحقيق السعادة: يشدد كيرولف على أهمية أن يكون القائد نموذجًا يحتذى به في نشر السعادة، من خلال الاهتمام بصحة الفريق النفسية والعاطفية.
2. السعادة كاستراتيجية عمل: يوضح الكتاب أن السعادة ليست مجرد شعور، بل استراتيجية عملية تقود إلى تحسين الأداء العام للمؤسسة.
3. تأثير السعادة على الإبداع والإنتاجية: يقدم المؤلف دراسات وأمثلة عملية تُثبت أن الموظفين السعداء أكثر قدرة على الإبداع وتحقيق الأهداف.
4. مبادئ عملية لتحقيق السعادة في العمل: يتضمن الكتاب أدوات ونصائح لتطبيق مفهوم القيادة بالسعادة، مثل بناء ثقافة احترام متبادل، تعزيز التقدير، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة.
ما يميز الكتاب هو أسلوبه العملي والمبني على أبحاث وتجارب حقيقية. فهو لا يقتصر على تقديم نظريات مجردة، بل يقدم نصائح يمكن تطبيقها بسهولة في أي مؤسسة. كما أنه يخاطب القادة والمديرين بمختلف مستوياتهم، مشجعًا إياهم على تبني نهج إنساني أكثر في القيادة.
كتاب “القيادة بالسعادة” ليس فقط دليلًا للقيادة الناجحة، بل هو دعوة لإعادة التفكير في العلاقة بين السعادة والنجاح. يثبت كيرولف أن السعادة ليست ترفًا، بل عنصرًا أساسيًا لتحقيق بيئة عمل إيجابية ومستدامة. هذا الكتاب مثالي لكل من يسعى إلى بناء فريق عمل متماسك ومبدع في عالم الأعمال الحديث.
كل الشكر للدكتور ساجد العبدلي لحضوره ومناقشته لهذا المفهوم والكتاب الرائع واضافته الكبيرة والثرية
