” ذنبك أنك عميق بينما الكل يطفو من السطحية، عميق بينما الكل ينظر الى الأمور نظرة عابرة وأنت تذوب بالتفاصيل” فيودور دوستوفيسكي

هذه أول مقولة ستصادفك حين تبدأ بقراءة كتاب قوانين التحرر من الصراع النفسي للدكتور يوسف الحسني، وهذه المقدمة أعطتني انطباع على أن الكتاب سيكون عميق بعمق المقولة ، ففي وطننا العربي قليل جداً ونادر أن نجد كاتب عربي وخليجي يتحدث بكل وضوح وشفافية عن العقد النفسية التي يعاني منها الناس وتخصيص العالم العربي بذلك، فليس كل ما يكتب بالكتب الغربية تتناسب وتتماشى مع العالم العربي وهذا باعتقادي سبب قوة الكاتب وذكائه.

ففي كتابه حدد ١٥ قانون تبدأ عن الادراك والوعي البشري وتنتهي الى نضج الإنسان ورحلة تحرره بشرح طبي ونفسي مع الكثير من الأمثلة لقصص واقعية من استشارات خاصة كان قد عالجها الدكتور يوسف.

الكتاب يساعد الشخص على اكتشاف عُقده الشخصية والبدء بالتحرر منها ولكن بالطبع هي لا تغني عن الاستشارات الخاصة ولكني رأيتها تساعد على إعطاء الخطوط العريضة للشخص أو معرفة لحالات أشخاص مقربين، ففي الكتاب في اعتقادي ونظرتي سترى أنك مجموعة من العقد عليك الانشغال بنفسك لحلها ومراعاة الآخرين على عقدهم وتعاملهم حسب حالتهم.

الدكتور يوسف في هذا الكتاب ضرب أمثلة قوية على مُدعي الطاقة والمدربين المبالغين بقوانينهم التي أثرت على حياة البعض، أنفى بعضها وأكد وجود البعض بقليل من التركيز لا أن نسمح بأنفسنا بالتجرد من الذات واتباع المثالية المزيفة.

هذا الكتاب الثاني الذي أقرأه للدكتور يوسف الحسني والمعروف بجرأته الواضحة لطرح مواضيع حساسة في الوطن العربي وهو لا يناسب باعتقادي منهم في عمر المراهقة.

أضف تعليق