اغسطس ١٩٩٠

التاريخ :الأول من أغسطس ١٩٩٠

المكان: تركيا

كان هذا هو اليوم الذي وصل لوالدي وعائلتي وهي تقصي عطلتها الصيفية عن احتشاد الجيش العراقي الغازي دولة الكويت، نعم فقد كان يعرف من هم في الخارج على أن هناك غزو لا محالة يجتاح الكويت، وبعكس الآخرين قرر والدي العودة للكويت فوراً بكرافانه الذي كان يسع كل افراد عائلته، ولم نكن نعلم أنه اليوم الأخير للم شمل عائلتنا.

ودون تردد يعود والدي للكويت ويدخل حدودها مع فجرها في الثاني من اغسطس ١٩٩٠ من يوم الخميس الأسود ويرى جيش الاحتلال العراقي الغاشم الغادر يجتاح الكويت كالنمل، ودون تفكير يدخل في مقاومة معهم، حتى تم أسره بتاريخ ٢١ اكتوبر ١٩٩٠، ولن اخوض الحديث عن رحلة الـ١٤ عام التي خاضتها عائلته بانتظاره،

يكفي ان نتحدث هنا عن ألم الفقد، خيبة الأمل، الخذلان وغدر الجار ،،

واليوم بتاريخ ٢ اغسطس ٢٠٢٣، وفي كل عام من نفس اليوم يتجدد الألم ويُفتح الجرح كأنه يأبى بأن يُبرى، لطالما تساءلت لو رأى والدي حال عائلته التي ذاقت الظلم والألم بفقدانه هل كان سيصر على قراره في العودة أم سيكتفي بمراقبة الأحداث عن بعد؟

ولأني أعلم عناده وشخصيته والتي اكتسبت الكثير منها، فلن يقف مكتوف الأيادي ويرى بلده ينهار، فهذه صفتنا المشتركة فكل ألم يمس بلدي أشعر بوخزته في قلبي..

لكن ليته يعلم بما آلت اليه الاحوال .. ربما .. سيكون الحال افضل..

ولا يسعدني الا الرضا بقضاء الله وقدره واطلب منه دوماً ان يرزقني صبراً فما مررت به يفوق طاقتي واستيعابي ..

واعتذر ان اخطأت في كتابة مفرداتي فقد غلبت دموعي كلماتي

نور خالد الزعابي

أضف تعليق