
تُعد المكتبات من أقدم المؤسسات الثقافية التي أسسها الإنسان لحفظ المعرفة وتنظيمها وتسهيل الوصول إليها. بدأت فكرة المكتبات في الحضارات القديمة مثل بلاد ما بين النهرين ومصر، حيث أُنشئت مكتبات صغيرة تضم ألواحًا طينية ونصوصًا مكتوبة على البردي توثق الشؤون الإدارية والدينية. في الحضارة اليونانية، برزت مكتبة الإسكندرية الشهيرة التي أسسها بطليموس الأول في القرن الثالث قبل الميلاد، والتي كانت منارة للعلم والفكر وجذبت علماء وفلاسفة من مختلف أنحاء العالم. خلال العصور الوسطى، ازدهرت المكتبات في العالم الإسلامي، حيث كانت المساجد والمراكز العلمية تضم مكتبات غنية بالمخطوطات، وساهمت في إثراء التراث الفكري العالمي. ومع اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر، تطورت المكتبات وزاد عدد الكتب المتاحة للجمهور. في العصر الحديث، أصبحت المكتبات العامة مفتوحة للجميع، وتحولت إلى مراكز مجتمعية توفر مصادر المعرفة والخدمات الثقافية للجميع، سواء من خلال الكتب أو التقنيات الرقمية الحديثة.








