
اوقف مسير القافلة
“القافلة تسير والكلاب تنبح” مقولة لطالما رددناها وسمعناها منذ نعومة أظافرنا، كان الهدف منها أن الشخص الناجح في الحياة بأي مجال كان عليه أن لا يلتفت لمن يتكلم عنه بسوء أو يهاجمه أو يعارضه فعليه فقط أن يكمل مسيره ولا يجعل الكلام من الآخرين يؤثر فيه.
كنت من الأشخاص التي تحفظ المقولات عن ظهر قلب وتؤمن بأنها حين قالها أحدهم في زمنٍ ما كان يعتمد على الموقف، وتقال حين تتشابه المواقف، لكن المؤسف حين تتحول تلك المقولات لمعتقدات وإيمانيات ثابتة ولا يمكن تغييرها.
ففي واقع واجهنا حياتنا اليوم بكثير من الأحداث التي تخالف المقولات تلك ولا تمت لها بصلة، فبعد قيامي بكثرة بالتخلص من الأفكار والمعتقدات التي تبرمجنا عليها من مجتمعاتنا وعائلتنا أصبحت الكثير من المقولات لا تعنيني بل حتى أني قمت بتحويلها وتحريفها، مثل “فاقد الشيء لا يعطيه” والله إني وجدت بعض الفاقدين معطائين بشكل لا محدود، “مد رجولك على قد لحالفك” لا بل اشتر لحاف طويل ومد رجليك.
أما بمقولة “القافلة تسير والكلاب تنبح” وهو مقالي اليوم الذي كان سببه موقف حدث بطريقة مأساوية، أحياناً حين تسير وتسمع نباح الكلاب والذي قد يكون مشتت أو قد يتحول لضرر لك فعليك أن توقف مسير القافلة وتلجم أفواه الكلاب وتكمل المسير، كيف يكون ذلك؟
حين يقوم أشخاص حولك سواء من العائلة، الأصدقاء أو حتى زملاء عمل، بالحديث السيء عنك ومن خلفك طبعاً لأن الجبناء لا يمكنهم الحديث عنك أمامك، أو قول ما ليس فيك، أو الحديث الذي قد يصل للضرر، قد تسفه كلامهم مدة من الزمن وتتحمل طلك الظلم والضرر،ولكن أحياناً عليك فعلاً الوقوف ولجم تلك الأفواه حتى تعرف حجمها الطبيعي وتعرف أن سكوتك ليس خوف منك، وبالطبع عليك أن تتأكد أنك لن تظهر بصورة حسنة أمامهم، فهم سيخرجون أسوأ ما فيك ثم يقولون هذا أنت، فهم لا يراقبون أفعالهم بل يحاسبونك على ردة فعلك، من باب الجهل وقلة الأخلاق طبعاً.
لذلك توقف عن دور الضحية والامتناع عن إيقاف من يضرك ويسيء لك، فأول مرحلة لإيقاف ذلك يكون بمواجهتهم، فالمواجهة نصف حل أي مشكلة ولا يقوم بذلك إلا أصحاب الشخصية القوية الواثقة، أما الجبناء فالهروب سلوكهم، لذلك أوقف مسير القافلة وألجم أفواههم ثم أكمل المسير.












