تُعد المكتبات من أقدم المؤسسات الثقافية التي أسسها الإنسان لحفظ المعرفة وتنظيمها وتسهيل الوصول إليها. بدأت فكرة المكتبات في الحضارات القديمة مثل بلاد ما بين النهرين ومصر، حيث أُنشئت مكتبات صغيرة تضم ألواحًا طينية ونصوصًا مكتوبة على البردي توثق الشؤون الإدارية والدينية. في الحضارة اليونانية، برزت مكتبة الإسكندرية الشهيرة التي أسسها بطليموس الأول في القرن الثالث قبل الميلاد، والتي كانت منارة للعلم والفكر وجذبت علماء وفلاسفة من مختلف أنحاء العالم. خلال العصور الوسطى، ازدهرت المكتبات في العالم الإسلامي، حيث كانت المساجد والمراكز العلمية تضم مكتبات غنية بالمخطوطات، وساهمت في إثراء التراث الفكري العالمي. ومع اختراع الطباعة في القرن الخامس عشر، تطورت المكتبات وزاد عدد الكتب المتاحة للجمهور. في العصر الحديث، أصبحت المكتبات العامة مفتوحة للجميع، وتحولت إلى مراكز مجتمعية توفر مصادر المعرفة والخدمات الثقافية للجميع، سواء من خلال الكتب أو التقنيات الرقمية الحديثة.
” إلى أولئك المهاجرون الباحثين عن حريتهم، ومستقبل الإنسانية، إلى من زهقت أرواحهم في بحار الموت”
هكذا أهدى الكاتب دلي الصغير العنزي روايته الهجرة بحثاً عن الحياة، الرواية التي أعجبت بفكرتها رغم خوفي من تفاصيلها، أحداث الرواية تدور بين دول عديدة منها: السنغال، ليبيا، المغرب، موريتانيا.
ففي كل دولة حكاية مؤلمة لصاحبها تختلف عن الآخر لكنها تتشابه بالظلم والقسوة في حياة ما عاد فيها أمل.
الرواية جميلة بفكرتها واسلوب سرد الكاتب كان رائع وكنت أتساءل كيف سيجمع الكاتب كل هؤلاء في توقيت واحد ومكان واحد وظرف واحد!؟ وكانت هذه متعة الرواية التي لن أحرق تفاصيلها الجميلة لكم، وفي الرواية كثير ما تجعلك تستشعر النعم التي تعيشها اليوم وان كانت بسيطة فقد تناسينا أهمية لاعتيادنا عليها في يومنا.
” لا شيء يشبهك في الحياة إلا ظلك ” بهذا الاقتباس الجميل من كتاب أنا وقلمي والحياة للكاتبة الصديقة العزيزة منيرة العبيدان، كانت مقدمة كتابها الذي استوقفني لمعرفة فكرة الكتاب، كنت اعتقد انها رواية أو مقالات عامة، لكن لفت انتباهي أنها مقالات عن الحب والحياة، ومن الواضح أن الكاتب استعانت بدراسات عدة علمية وغيرها لتثبت رأيها ومواقفها وأعجبتني طريقة ربطها لمواقف الحياة مع فكرتها الأساسية من الكتاب.
ففي الكتاب مقالات ورسائل عن ما نواجهه يومياً في الحياة وأعتقد أنه يخص النساء أكثر وما يعانيهن من أفكار ومعتقدات مجتمعية تؤثر بشكل سلبي على حياتهم وأتفق مع الكاتبة في ذلك.
ولأنني أعرف الكاتبة عن قرب، فكنت اسمع صوتها في كل مقالة، وأشعر بإحساسها بكل شعور، وأرى دمعة عينها في كل جرح، هذه ضريبة أن تعرف الكاتب فيسكون شعورك فيه متصل دائماً، فما بالك بصديقة روح؟
يصادف اليوم ذكرى تأسيس كتاب وقهوة الملتقى ونادي القراءة لدعم الثقافة والقراءة، ٥ سنوات جميلة مرت بحلوها ومرها طبعت في قلبي الكثير من الذكريات الجميلة ، ممتنة لأعضاء النادي المؤسسين المؤمنين بفكرة النادي وولائهم والتزامهم ولكل عضو ضاف لنا ميزة جميلة ..
واقتبس الإهداء من كتابي كتاب وقهوة .. الإهداء المعطر برائحة القهوة..
إلى الأشخاص الذين لم يجمعني بهم الدم ولا رابط القربى، ولم نكن أصدقاء سابقاً بل كل ما جمعنا هو حب الثقافة وشغف القراءة ومتعة العلم والمعرفة.. إلى عائلتي كما أحب أن أسميها.. عائلة (كتاب وقهوة).. أكثر من آمن بهذا التجمع الثقافي منذ تأسيسه وصمد رغم كل التحديات التي مررنا بها.. لكم كل الحب والشكر والتقدير
أصدرت الكاتبة الإماراتية الملقبة بـ شهرزاد آخر إصداراتها وهي رواية ( أبناء الشجر )، وهي رواية إجتماعية عن ثلاث صديقات تجمعهم الظروف القاصرة في دولة غربة واحد وتبقيهم أحداثها معاً، لكل واحدة منهم ( منال، وطن، وجميلة) قصة مختلفة ومؤلمة لكنهم يتجاوزون الكثير منها معاً، رواية فيها الكثير من القصص الاجتماعية: الحب والحرب، المرض والشفاء، الألم والأمل، الظلم والعدل، الأصدقاء والعائلة، والكثير الكثير ، ما أن تبدأ بقراءة سطورها لا تقاومها ونهايتها مؤثرة وجميلة ..
“القافلة تسير والكلاب تنبح” مقولة لطالما رددناها وسمعناها منذ نعومة أظافرنا، كان الهدف منها أن الشخص الناجح في الحياة بأي مجال كان عليه أن لا يلتفت لمن يتكلم عنه بسوء أو يهاجمه أو يعارضه فعليه فقط أن يكمل مسيره ولا يجعل الكلام من الآخرين يؤثر فيه.
كنت من الأشخاص التي تحفظ المقولات عن ظهر قلب وتؤمن بأنها حين قالها أحدهم في زمنٍ ما كان يعتمد على الموقف، وتقال حين تتشابه المواقف، لكن المؤسف حين تتحول تلك المقولات لمعتقدات وإيمانيات ثابتة ولا يمكن تغييرها.
ففي واقع واجهنا حياتنا اليوم بكثير من الأحداث التي تخالف المقولات تلك ولا تمت لها بصلة، فبعد قيامي بكثرة بالتخلص من الأفكار والمعتقدات التي تبرمجنا عليها من مجتمعاتنا وعائلتنا أصبحت الكثير من المقولات لا تعنيني بل حتى أني قمت بتحويلها وتحريفها، مثل “فاقد الشيء لا يعطيه” والله إني وجدت بعض الفاقدين معطائين بشكل لا محدود، “مد رجولك على قد لحالفك” لا بل اشتر لحاف طويل ومد رجليك.
أما بمقولة “القافلة تسير والكلاب تنبح” وهو مقالي اليوم الذي كان سببه موقف حدث بطريقة مأساوية، أحياناً حين تسير وتسمع نباح الكلاب والذي قد يكون مشتت أو قد يتحول لضرر لك فعليك أن توقف مسير القافلة وتلجم أفواه الكلاب وتكمل المسير، كيف يكون ذلك؟
حين يقوم أشخاص حولك سواء من العائلة، الأصدقاء أو حتى زملاء عمل، بالحديث السيء عنك ومن خلفك طبعاً لأن الجبناء لا يمكنهم الحديث عنك أمامك، أو قول ما ليس فيك، أو الحديث الذي قد يصل للضرر، قد تسفه كلامهم مدة من الزمن وتتحمل طلك الظلم والضرر،ولكن أحياناً عليك فعلاً الوقوف ولجم تلك الأفواه حتى تعرف حجمها الطبيعي وتعرف أن سكوتك ليس خوف منك، وبالطبع عليك أن تتأكد أنك لن تظهر بصورة حسنة أمامهم، فهم سيخرجون أسوأ ما فيك ثم يقولون هذا أنت، فهم لا يراقبون أفعالهم بل يحاسبونك على ردة فعلك، من باب الجهل وقلة الأخلاق طبعاً.
لذلك توقف عن دور الضحية والامتناع عن إيقاف من يضرك ويسيء لك، فأول مرحلة لإيقاف ذلك يكون بمواجهتهم، فالمواجهة نصف حل أي مشكلة ولا يقوم بذلك إلا أصحاب الشخصية القوية الواثقة، أما الجبناء فالهروب سلوكهم، لذلك أوقف مسير القافلة وألجم أفواههم ثم أكمل المسير.
مع بداية العام يقوم الكثير من الناجحين بوضع أهداف جديدة وخطة لحياتهم، وهو أمر صحي وصحيح كأن يقوم الشخص بتحديد أهدافه لجوانب حياته ويسعى خلال العام لتحقيقها، فهناك دراسات تؤكد أن وضع الخطة وكتابة الأهداف تتحقق، ولكن ماذا عن الأهداف الغير محققة؟ التي نقوم سنوياً بكتابتها ولا تتحقق ؟
أغلب الأشخاص الذين أدمنو دورات التطوير والتنمية وكتبها يشعرون بالإحباط في حال عدم تحقيقها، ويشككون في أفكارهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم ومشاعرهم، ويعتقدون أنهم السبب لذلك ويلجؤون لمدربين ومختصين لعلاجهم من اعتقادهم بأنهم فشلو في تحقيق ذلك الهدف!
في الواقع، أصبح كثير من مؤثري التطوير الذاتي تجاريين ودائم ما يتحدثون عن نقاط ضعف الشخص وأنه بالتأكيد لم يقوم بالتمارين الصحيحة لتحقيق الهدف وفي الغالب أفكاره ومعتقداته، متناسين اختلاف وعي الشخص من بداية وضع الأهداف لوقت تحقيقها.
نعم، في الواقع حين يقوم شخص بكتابة أهدافه والعمل ضمن خطة لتطوير ذاته، هو فعلياً تغيرت درجة وعيه وعلمه، فعلى حسب سعيه وتطوره تتغير درجات وعيه وثقافته، فقد يكون الهدف الذي وضعه في بداية السنة كان يتناسب مع وعيه في ذلك الوقت، لكن بعد تطوره ووعيه ولا ننسى ما قد يمر به من مواقف تغير من وعيه وشخصيته وسلوكياته فأصبح بنسخه مختلفة.
الحل الأمثل لهذا النوع من الأهداف، هو مراجعتها كل ٣ شهور، فبامكان الشخص تغيير الهدف، تطويره، أو حتى إلغائه ولا ضر في ذلك، ففي النهاية أنت الساعي لأهدافك والتحكم بيدك.
من المهم التعامل بمرونة مع الأهداف والخطة فليس جميع الأشخاص بامكانهم تقبل العمل على تحقيق الأهداف تحت الضغط، فالبعض يشعره بتوتر ويؤثر ذلك على هرمون الكورتيزول وسندخل حينها في دوامة أمراض نحن في غنى عنها.
لذلك، تعامل مع أهدافك على حسب نسختك الحالية، اسعى لتغيير ذاتك وتطويرها من الداخل وليس تحقيق أهداف خارجية فقط، وتذكر أن الاستمتاع في الرحلة أهم من الوصول بلا متعة.
في كتابي #كتاب_وقهوة ذكرت اهمية الترتيب في مقالة الترتيب يعيد تشكيل حياتك، أن الترتيب والتنظيم له فوائد على الصحة النفسية ويعاني الكثير من الأشخاص من وجود أغراض زائدة عن الحاجة أو لم يتم ترتيبها بطرق منظمة وصحيحة، الآن يوجد العديد من الكتب العربية و برامج وثائقية تشرح أفكار تساعد على الترتيب ولاحظ التغيير النفسي الإيجابي .. كل يوم في رمضان تقريباً أقوم بترتيب وجرد لمكان مع اني اقوم بهذا الأمر اسبوعياً واعادة الاغراض لمكانها يومياً، لكن ضروري في حال شراء منتجات جديدة نقوم بإعادة ترتبب المكان والتأكد من صلاحية المنتجات وغيرها. قمت بإعادة ترتيب ركن القهوة وتنظيف أجهزة إعداد القهوة ومراجعة أكواب القهوة ان كان هناك اكواب زائدة قم بالتخلص منها، قم بإعادة تعبئة العلب الخاصة بالقهوة، قم بإضافة ديكورات مميزة ولاحظ التغيير النفسي… 💞
لا أهمية للأسماء، هي رواية جديدة للكاتبة الغامضة شهرزاد، من قرأ كتبها السابقة يعرف جمال كلماتها واحساسها، لأول مرة أقرأ رواية لها ولم أشك لحظة بجمالها لكن اذهلتني قصتها حقاً رواية روعة تنقلك على مدار ٢٠ سنة تقريباً بين الأحياء الغنية والفقيرة وبين الرحمة والقسوة وبين الفخر والذل، لا يمكنك تجاوز جمال القصة وروعة الصياغة وتسلسلها وجمال مفرداتها، والصدمة كانت في عنوان الرواية ( لا أهمية للأسماء)، رواية جميلة لطيفة أنصح في قرائتها فلا يمكنك تفويت اصدار لشهرزاد ..