” إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب الى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدراً كبيراً من الخوف والملامة يتدفق في نفوسنا. أنا إذاررأينا الله مفعماً بالمحبة والرحمة، فإننا نكون كذلك”
احتوت الرواية على أربعين قاعدة عشق ولا يُقصد بها العشق بين الأشخاص، بل هو شيء أعمق فهو العشق الرباني والعلاقة المباشرة بين العبد وربه.
بعيداً عن التعليق عن شخصية شمس التبريزي وعلاقته بجلال الدين الرومي إلا أن القواعد جميلة ومفيدة وعلينا أن لا نأخذ تصنيفها على الصوفية.
على الرغم من أن العنوان يشير الى انها رواية لجلال الدين الرومي الا ان التركيز الاكبر كان لشمس التبريزي.
حثت الرواية على أمر جميل طبقته بنفسي في حياتي من خلال تكرار أسماء الله الحسنى واستشعار معانيها وليس مجرد نطق بلا مشاعر.
كذلك ركزت على الامتنان والمقصود بالامتنان هو الشُكر، وتستطيع تطبيقها في حياتك اليومية من خلال تكرار كلمة شكراً لمن يعمل لك عمل بسيط، لا تستغرب فهناك أشخاص لا يشكرون أبداً.
احتوت كذلك على أخلاقيات جميلة، وهي أن تختلط مع جميع الناس بكل أصنافهم ولا تصنفهم على ما تود فالله جمعنا جميعاً تحت سقف واحد ( وهي السماء) وخلقنا من روح واحد و من أب واحد.
كذلك تحدثت عن قصة السيدة ( إيلا ) التي أحبت بعد سن الأربعين كاتب الرواية وغادرت معه وابتعدت عن عائلتها بعد أن وجدت أنا الحب اللامشروط معه، على الرغم من اختلافي مع الطريقة الا انني مع نقطة واحدة وهو الحب اللامشروط وهو ما يكون مع الله عزوجل.
هناك من يحب الله تعالى بشروط، كيف؟ يطلب من الله انه اذا حصل على هذا الهدف فيسعبده بطريقة أفضل، عفواً الله تعالى ليس بحاجة لنا بل نحن من نحتاج إليه.
اعجبني جلال الدين الرومي حين قسّم النفس الى ٧ مقامات:
الأول وهي النفس الأمارة، وهي التي تهتم بالأمور الدنيوية وكيف على الانسان أن يجاهد لتغييرها.
الثاني وهي النفس اللوامة وهي جهاد النفس وأحيانا يصل الاشخاص لمحو ذواتهم .
الثالث والنفس الملهمة ويمتلك صاحب هذه النفس الصبر والمثابرة والحكمة والتواضع والوصول لمرحلة الخضوع.
الرابع النفس المطمئنة وهي النفس التي يتمناها المرء ويتصف صاحبها بالكرم والعرفان
الخامس النفس الراضية وهو الشخص الذي لا تهمه أمور الدنيا
السادس وهي النفس المرضية كأن يكون الشخص كالمعلم فينشر علمه وينوّر كل من حوله.
السابع والاخير النفس النقية وهنا يصبح الانسان كامل ولكن لم يصل لهذه المرحلة أحد.
من القواعد التي أعجبتني
” لا يعني الاستسلام أن يكون المرء ضعيفاً أو سلبياً، ولا يؤدي الى الايمان بالقضاء والقدر أو الاستسلام، بل على العكس تماماً. اذ تكمن القوة الحقيقية في الاستسلام- القوة المنبعثة من الداخل. فالذين يستسلمون للجوهر الإلهيزفي الحياة، يعيشون بطمأنينة وسلام حتى عندما يتعرض العالم برمته الى اضطراب تلو الاضطراب”
يصعب علي تلخيص الأربعين قاعدة وشرحها فكل واحدة منها تحتاج كتاب شرح ولها قيمة كبيرة. أعجبتني الرواية وخالفت البعض مما كتب فيها ولا أنصح بقراءة من هم دون ١٨ قرائتها…