قابلتني احدى صديقاتي يوماً ولم اعتد على رؤيتها بحالة اكتآب يوماً ما، فكانت تمر بظروف صحية سيئة للغاية جعلتها تنعزل عن الآخرين.
ولأنني لا أحب رؤية شخص يمر في حزن ولا اساعده طلبت منها أولاً أن نزور مكتبة لبيع الكتب والقرطاسية، فأنا أعرف كم تحب القراءة وأعرف خفياً أن علاج أي شيء يمكن يبدأ من قراءة كتاب.
ذهبنا للمكتبة فسألتني ماذا سأختار؟ قلت لها: بل الكتاب هو من سيختارك، فبدأنا باقليب الكتب وكنت أشرح عن كل كتاب فكرته الأساسية وانتظرها حتى تقرر اختياره، فسياستي هي أن لا أختار كتاب لأحد بل أدعه يختار بنفسه فهذا أول طريق العلاج بالقراءة. وفعلاً اختارت مجموعة جميلة للقراءة والبدء من جديد وغادرنا المكتبة.
طلبت منها أولاً أن تقوم بإعادة تعديل أكثر الأماكن التي تتواجد فيها وتخصها مثل غرفة النوم، المكتب، السيارة، لم تسألني عن السبب ولكنها قررت أن تبدأ.
طلبت منها أن تتخلص من أي كتب، ملابس، ذكريات، هدايا أو أي شيء تراه عيناها ولا تشعر بالراحة بوجوده، وفعلاً قامت بذلك على فترات.
بعد ذلك أخبرتني بما لم أتوقعه، قالت فعلاً أشعر بارتياح كبير وتغيرت نفسيتي وبدأت تراجع طبيبها وتحسنت حتى حالتها الصحية وخسرت بعضاً من الوزن الزائد وغيرت ناديها الصحي لآخر.
تقول بدأت أساعد الآخرين حين أراهم يمرون بظروف سيئة وأنصحهم نفس نصيحتك لي وفعلاً كنت أراهم يتحسنون لكني مازلت أجعل ما علاقة الترتيب بالراحة النفسية والصحية؟ أجبتها: أثبتت جميع الدراسات التي كان يقوم بها الغرب عموماً واليابانيين خصوصاً أن الترتيب له مفعول العلاج النفسي مع طبيب نفسي، وأن في حال التخلص مما لا نحتاجه هو إشارة للعقل بوجود فراغ وتنظيف، كذلك حين التركيز في عملية الترتيب تساعد الشخص على التركيز في اللحظة فينسى الشخص المشكلة التي كان يفكر فيها طوال الوقت.
في اليابان يعتبر الترتيب من العلوم المهمة التي يتم نشرها وتعليمها في المجتمع، وذلك لما لها من تأثير إيجابي كبير على الفرد، وبمجرد النظر للمجتمع الياباني وإنجازاته ستعرف أحد أسباب تفوقه.