اختلفت أماكن أحرف اختلاف وتخلف واختلفت معانيها. عندما أختلف مع وجهه نظر شخص ما لا يعني ذلك أنني إنسان رجعي ومتخلف ، فمن حقي أنا أن أعبر عن وجهه نظري ومن حقه هو أن يعبر عن رأيه ومن واجبه أن يحترم وجهه نظري ومن واجبي أن احترم وجهه نظره.
نصادف في حياتنا اليومية الكثير من الأشخاص من نختلف معهم بوجهات النظر وكثير ما تنتهي الأحاديث بالضرب أو الزعل وقد تصل للفراق أو الطلاق.
اختلافاتنا طبيعية فقد قال الله تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” ومن الطبيعي أن يختار كل شخص مجاله وتخصصه وطريقه في الحياة. فذلك طبيب وذاك محقق وهذا كاتب وتلك معلمة وهذه رسامة وأخرى مهندسة.
والمشكلة الحقيقية تكمن أن الكثير من الأشخاص يعتقد أنه حين يحاور شخص آخر يخالفه الرأي يجب أن يقنعه، هذا مفهوم خاطئ. فلكل واحد منا نظرة مختلفة بزاوية مختلفة عن الموضوع ، فتقبل الاختلاف.
لكل شخص فينا رسالة سامية في حياته ومن لم تكن له وسالة فقد خسر متعة الحياة. لكن من الغير طبيعي ما يحدث اليوم في كثير من مجتمعاتنا. حين يأتي عالم بعلم جديد لا نقوم بتعلمه أو على الأقل البحث فيه ، بل نقوم بالتهجم عليه وسبه وإهانته ثم نطلب منه الرد علينا مجبراً !!! قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلَا بِلَعَّانٍ، وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ ”
إن كنت تحمل منطق وحُجة وتحب مناقشتها مع الآخر ليكن ذلك بأدب وإحترام ، فإهانته لن تجعلك بمكانة أفضل منه ولن تكون بنظر الناس شخص محترم!
إبحث .. إقرأ .. إسأل .. حاور ..