أول لقاء في صفحة قصة نجاح للأمانة أجريت المقابلة قبل أسابيع ووعدت صاحبها أن تكون موجودة في المدونة بأول أسبوع، لكن سبب تأخيري لأني أحترت في كتابة مقال يليق بشخصه. عجزت كلماتي عن وصف مدى روعة اللقاء المثمر مع شخصية رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. رائع في اخلاقة، تواضعه، ضحكاته وابتسامته،صراحته، والأجمل بروعة فكره الإقتصادي وطريقة وصولة للثروة ونجاح عمله بنفسه.
عن نفسي استفدت من قصة نجاحه كثيراً في مشروعي، ولأنه شخصية رائعة ومتواضعة ويشجع الشباب حرص أن تكون المعلومات هادفة وتوصل من القلب للقلب.. لقائي الرائع مع رجل الأعمال الكويتي عبدالله الخنجي..
عاش حياته كشخص عادي ، ففي مرحلة الثانوية لم يكن من المتفوقين دراسياً وبعد تخرجه تعرض لأول موقف قوي في حياته ( قرصة) على حد قوله. فبسبب انخفاض معدله الذي لم يتيح له الدخول لأي كلية قرر أن ينجح فسافر إلى المملكة المتحدة ليعود مهندس طيران ويتزوج ويعمل في الكويت ..
من هنا تبدأ الحكاية .. عاش عبدالله كأي مواطن كويتي متبرمج ببعض أمثالنا ومعتقداتنا الغريبة خاصة المتعلقة بالمال والتي أنا شخصياً ضدها .. مثل ( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) ( مد ريولك على قد لحافك) وغيرها من الحكم والأمثال المعيقة لفكرنا .. فأصبح يصرف مبالغ طائلة على السيارات وأنواع الرفاهية الى أن جاء الدرس الثاني ( القرصة) .. ففي يوم انتبه عبدالله أنه مازال هناك وقت على نزول راتبه ، ولم يكن يملك مالاً كافياً لبقية الشهر ولا يوجد في حسابه سوى ( ٥ دنانير) ، عن نفسي تفاجأت كيف غيّر هذا الموقف حياته وكيف كان صريحاً . فسألته كيف أنقذت نفسك مع العلم بوجود بيت وأسرة يعيلها وأطفال ومسؤولية وهو من الشخصيات العصامية التي ترفض طلب أي مبلغ من أي شخص.
فأجاب بصراحته المعتاده: ” وقفت أمام أحد المساجد وتذكرت قول الله تعالى” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” فقلت بأن رزقي موجود وسيرزقني الله” وفعلاً في نفس الوقت اتصلت به والدته لتخبره بوجود مبلغ ٢٥٠ دينار كويتي له من أرباح الجمعية .
فذهب لاستلام المبلغ و أوفى ببعض التزامته، وفكر المبلغ سيذهب كما ذهب الراتب فلماذا لا أبدأ بمشروع أحقق منه أرباحاً.
فبدأ يسأل المقيمين في الكويت كيف استطاعوا العيش فيها وما سبب تركهم لبلدهم وقدومهم الى الكويت ، حتى عرف الإجابه، من ومن هنا بدأ بأول مشروع فكر به كان مشغل للملابس النسائية ويقول فشلت به، فمن الصعب بذلك الوقت أن تتقبل النساء فمرة وجود رجل كويتي في المشغل ، فصرف النظر عن هذه الفكرة وقرر أن يبدأ بالحلويات، من الغريب في الموضوع أنه لم يقرر ما نوع الحلويات؟ او كيف عملها؟ فهو لم يملك الخبرة الكافية ، كذلك لم يكن هناك أحد من أقاربه من عمل بالتجارة حتى يستشيره فهو قام بالعمل بفطرته وإصراره.
فقام ببيع سيارته وسدد جميع ديونه وقام بامتلاك سيارة صغيرة ” كورولا ذهبية” وأخبرني بأنه مازال يحتفظ بها في شركته حتى يتذكر كيف بدأ. وقرر أن يؤثث المطبخ للبدء بالمشروع في المنزل وبعد أن قام بتجهيزه بالكامل ، أصبح يذهب للفنادق المختلفة في الكويت وينتظر خروج الطباخين من أوقات عملهم ليدفع لهم ويقوموا بتعليمه المبادئ الأساسية للكيك . يقول استمريت بالعمل والتعلم مدة ٣ شهور متواصلة ، انقطعت فيها عن الطلعات والديوانيات وقررت أن لا أعود لأصدقائي وأهلي إلا وأنا ناجح.
وبعد أن تمكن من عمل الكيك، أول ما قام بعمله هو الإقدام على تقديم استقالته من عمله، هنا وضع نفسه في موقف صعب ، حتى يضطر أن يعمل حتى يوفر لعائلته العيشة التي اعتادوا عليها، يقول ” شك البعض بأنني أصبت بالجنون ، فكيف أقدم على الاستقالة في وقت يبحث الآخرون عن وظيفة “.
وبدأت أعمل دون ملل وقررت أن أقدم حلويات للشاي والقهوة بحجم صغير وبدأت بتوزيع الحلويات مجاناً للقريبين مني ، والجميل بصراحة عبدالله الخنجي أنه أخبرنا بالارباح التي حصل عليها، فبدأ أول أرباحه ب٤٠٠ دينار كويتي وأصبح يتضاعف هذا المبلغ في كل شهر حتى استطاع أن يمتلك أول محل وفرع له في الخالدية. وقام بامتلاك سيارات جديدة وفخمة وعاد للديوانية وهو رجل أعمال ناجح وهو الآن من الشخصيات الاقتصادية المحفزة والمؤثرة ومثال رائع للنجاح.
من أسرار رجل الأعمال الكويتي عبدالله الخنجي أنه يعمل بحب وهذا ما قاله أساس نجاح العمل هو الحب، حب العمل الذي تقوم به وستنجح، وعن أسرار التسويق التي نجح بها هي التسويق الشفهي word of mouth كما نسميه في التسويق، فلم يعتمد على الدعايات والإعلانات إلا لتذكير الناس فقط ، ومن أسراره أيضاً أنه يقدم منتج بجودة عالية لإرضاء زبائنه والأهم من هذا فهو يقلل سعر التكلفة لتناسب أسعاره للجميع.. فعلاً حين أذهب لأحد فروع ( ميني ديلاينس) mini delights أتفاجأ بالجودة العالية والسعر المناسب والحجم الصغير للمنتج ، فهو من قام بإجادة هذه الطريقة وهو يعرف كيف يبتكرها أو يغيرها ، كذلك قال ” أنا أجدد حلمي كل يوم” فطموحه لا يتوقف عند حد وله رسالة سامية في حياته ..
أمانةً أسعدني لقائه بكل المقاييس فتواضعه وصراحته وحسه الفكاهي ووعيه العالي وعلمه يبعث في الناس العزيمة والاصرار على النجاح ، شكراً لكَ من القلب ويسعدني أن ألقاكَ بنجاحات أكبر وأكثر..
فروع ميني ديلايتس موجودة في الكويت والبحرين والامارات
حسابهم في الانستغرام
Kuwait @minidelights
UAE @minidelightsuae
Bahrain @minidelightsbh
تويتر
Kuwait: @minidelights
UAE: @uaeminidelights
Bahrain: @minidelightsbh
حساب رجل الأعمال الكويتي في تويتر
@abdullaalkhanji
وفي الانستغرام
abdullaalkhanji